أكدت الأستاذة رحبة سعيد عبد الله، المدير العام للهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس، التزام السودان بالموجهات الدولية في مجال حماية المستهلك، رغم الظروف الصعبة التي فرضتها الحرب والنزوح. جاء ذلك خلال كلمتها بمناسبة اليوم العالمي لحقوق المستهلك، الذي يوافق 15 مارس من كل عام، ويحمل هذا العام شعار “التحول العادل نحو أنماط حياة مستدامة”.
وأوضحت رحبة أن الاستدامة أصبحت التحدي الأكبر الذي يواجه العالم اليوم، إذ تتطلب تلبية احتياجات الحاضر دون الإضرار بقدرة الأجيال القادمة على تحقيق احتياجاتها. وأضافت أن التأخير في تحقيق تقدم بهذا المجال يعرض الأهداف العالمية للتنمية البيئية والاجتماعية والاقتصادية للخطر، مما يؤدي إلى حرمان عدد متزايد من المستهلكين من حقوقهم الأساسية.
وأشارت إلى أن المستهلك السوداني تأثر بشدة جراء الحرب، إذ فقد الكثير من حقوقه بسبب النزوح وفقدان مصادر العيش، مما يستوجب تدخل المنظمات الدولية لدعم المستهلكين المتضررين. كما أكدت التزام الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس بحماية المستهلك من خلال دورها الرقابي، ونشر ثقافة حقوق المستهلك، وتفعيل اللجنة القومية لشؤون المستهلكين، إلى جانب تعزيز التعاون مع الجهات ذات الصلة لضمان مستقبل مستدام وقادر على الصمود.
وشددت رحبة على أن شعار هذا العام يعزز ضرورة توفير خيارات مستدامة وصحية تكون متاحة وسهلة المنال وميسورة التكلفة للجميع، دون تحميل الأفراد وحدهم مسؤولية تحقيق الاستدامة. كما أكدت أهمية تمثيل أصوات المستهلكين في جميع مستويات الحوكمة وعالم الأعمال، مع التركيز على دعم الفئات الضعيفة وذوي الدخل المحدود.
وأشارت إلى أن السودان، من خلال الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس، كان سباقًا في تبني هذا التوجه عبر جهود توعوية في المدارس والجامعات وبين المواطنين، إضافة إلى إنشاء منصات معلومات مؤقتة في المدن، وتنظيم حملات متنقلة في المناطق الريفية، مثل حملة “نحو مستهلك آمن في رمضان”، وإطلاق النسخة الثانية من مركز التوعية المتنقل لتقديم الإرشاد للمستهلكين.
واختتمت رحبة كلمتها بتهنئة المستهلكين السودانيين في يومهم العالمي، مشيدة بصمودهم وقدرتهم على التحدي رغم الظروف القاسية، مؤكدة أن المستهلك السوداني يظل متحفزًا لبناء سودان أكثر استقرارًا بعد الحرب.