تقرير _ إيناس فتح الرحمن
في ظل النزاعات التي أجبرت ملايين السودانيين على مغادرة مناطقهم الأصلية، وجد النازحون أنفسهم أمام تحديات كبيرة تتعلق بتوفير المأوى والغذاء في ظل ظروف اقتصادية صعبة. ومع انتقال العديد منهم إلى ولايات أخرى داخل السودان، برزت الحاجة إلى حلول مبتكرة تساعدهم على التكيف مع واقعهم الجديد. ومن بين هذه الحلول، لجأت العديد من الأسر النازحة إلى الزراعة المنزلية كوسيلة لتأمين احتياجاتهم الغذائية اليومية.
الزراعة المنزلية ليست مجرد نشاط اقتصادي، بل أصبحت استراتيجية بقاء ووسيلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مواجهة نقص الموارد وارتفاع أسعار الغذاء. هذا الخيار يعكس مرونة النازحين وقدرتهم على التكيف مع الظروف القاسية من خلال استغلال المساحات الصغيرة المتاحة حول منازلهم الجديدة لزراعة الخضروات والمحاصيل الأساسية.
الزراعة المنزلية: حلاً في وجه التحديات
بعد انتقاله من مدينة بحري إلى ولاية القضارف، وجد المواطن حسين نفسه مضطرًا للبحث عن وسيلة لتوفير الغذاء لأسرته. قرر حسين استغلال المساحات الصغيرة حول منزله لزراعة الورقيات مثل الجرجير، الرجلة، والنعناع، بالإضافة إلى الطماطم، البامية، والشطة الخضراء. ويعتبر هذا النهج واحدًا من الحلول التي لجأ إليها العديد من النازحين في مختلف ولايات السودان.
انتشار الزراعة المنزلية بين النازحين
تُعد الزراعة المنزلية خيارًا مفضلًا للعديد من الأسر السودانية النازحة، خاصةً في المناطق الريفية مثل القضارف وسنار، حيث يُتاح للأفراد زراعة أنواع متعددة من المحاصيل التي تسهم في تأمين الغذاء وتقليل الاعتماد على الأسواق. هذا التوجه أصبح ضرورة ملحّة في ظل نقص المواد الغذائية وارتفاع أسعارها، مما يجعل الزراعة المنزلية أحد الحلول الأكثر استدامة.
أهمية الزراعة المنزلية
تُحقق الزراعة المنزلية فوائد متعددة، منها:
تأمين الغذاء: توفر للأسر مصدرًا مستدامًا للخضروات الطازجة.
لاستقلالية الاقتصادية: تخفف من عبء النفقات المالية على الأسر.
الدعم النفسي والاجتماعي: تساهم في تحسين الحالة النفسية للأفراد وتُعزز من الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع من خلال تبادل المنتجات الزراعية والخبرات.
دعم الجهات والمنظمات
تسعى منظمات محلية ودولية، مثل الهلال الأحمر السوداني ومنظمة الهجرة الدولية، إلى دعم النازحين من خلال توفير مستلزمات الزراعة المنزلية مثل البذور، الأدوات الزراعية، والإرشادات الفنية.
في ظل استمرار التحديات الاقتصادية والاجتماعية، تمثل الزراعة المنزلية خيارًا حيويًا للنازحين السودانيين لتحقيق الاكتفاء الذاتي ومواجهة الصعوبات. ومع ازدياد الاعتماد على هذه الوسيلة، تبرز الحاجة إلى دعم أكبر من الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية لضمان استدامة هذا التوجه وتحسين ظروف حياة النازحين.