وجه الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني السابق ورئيس التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)، نداءً إلى الشعب السوداني والمجتمع الإقليمي والدولي لإنهاء الحرب الدائرة في السودان. وأكد أن هذه الحرب المستمرة تسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث أدت إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص، بينما يعاني الملايين من أزمة غذائية حادة وتدمير شامل للبنية التحتية والخدمات الصحية والتعليمية. وأشار إلى أن تداعيات هذا النزاع لن تقتصر على السودان فقط، بل قد تمتد لتشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي.
دعا حمدوك إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وعقد اجتماع مشترك بين مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الإفريقي، بحضور قادة الأطراف المتنازعة، بهدف وضع حد لهذه الحرب. كما شدد على أهمية تهيئة المناخ لإنهاء النزاع من خلال اتخاذ إجراءات لبناء الثقة، مثل فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية، وضمان حرية حركة المدنيين، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين. وأكد أن أي تصعيد للنزاع سيزيد من معاناة الشعب السوداني، داعيًا إلى فرض حظر شامل على توريد السلاح لجميع الأطراف المتنازعة، بالإضافة إلى تنظيم مؤتمر دولي للمانحين لسد الفجوة الإنسانية.
وشدد على ضرورة إطلاق عملية سلام شاملة تعالج جذور الأزمة السودانية، من خلال مسارات إنسانية وعسكرية وسياسية. وأوضح أن الحل يكمن في بناء جيش وطني موحد ومهني، وإنهاء دور المليشيات المسلحة في المشهد السياسي، مع استعادة مسار الانتقال الديمقراطي وفقًا لمبادئ ثورة ديسمبر، ومنع عودة النظام السابق إلى الحكم.
وأشار إلى أن المرحلة القادمة ستشهد تكثيف الجهود للتواصل مع مختلف الأطراف السودانية والإقليمية والدولية لحشد الدعم لهذا المسار السلمي، مع التركيز على وضع رؤية تفصيلية لإعادة الإعمار وتحقيق العدالة الانتقالية. وختم خطابه بالتأكيد على أن الشعب السوداني يستحق السلام والحرية والعدالة، داعيًا الجميع إلى العمل معًا من أجل سودان موحد ومستقر.
